أصبح الأمن السيبراني سلاحاً استراتيجي بيد الدول والأفراد، ومع تزايد التهديدات والهجمات السيبرانية على مختلف المؤسسات داخل الدولة الواحدة، سعت هذه الدول وبكل جدية لوضع خطط واستراتيجيات للتصدي لمثل هذه التهديدات، وبما أنَّ ليبيا من ضمن أعضاء المجتمع الدولي، والتي تعرضت مؤسساتها المختلفة للعديد من الهجمات السيبرانية، سعت هده الدراسة إلي توضيح الأمن السيبراني وأهميته، وذلك من خلال تعريفه وتوضيح أهدافه وابعاده، والتطرق إلي التهديدات السيبرانية التي تعرضت لها الدولة الليبية في مختلف مؤسساتها والتي أثرت سلباً عليها، كالهجمات السيبرانية التي تعرض لها مصرف ليبيا المركزي، والمؤسسة الوطنية للنفط، كما رمت الدراسة إلي التعرف على أهم الخطط والآليات التي إتخادتها الدولة الليبية للتصدي لمثل هده التهديدات، ومن بين هده الخطط التي قامت بها الدولة الليبية، وضع القوانين المتعلقة بالأمن السيبرني، وإنشاء المراكز والهيئات المختصة بشأن السيبراني ، فضلاً على نشر ثقافة الوعي بين الموطنين على أهمية هذا الموضوع، وأعتمد الباحث في هده الدراسة على المنهج الوصفي التحليلي لجمع المعلومات والبيانات وتحليلها وتفسيرها وصولًا إلى تعميمات حول الموضوع، وخلصت الدراسة إلى أن الأمن السيبراني أصبح من أهم أولويات الدولة الليبية، نظرًا لدوره المحوري في الواقع المعاصر. كما أكدت على أن للهجمات السيبرانية تأثيرًا سلبيًا مباشرًا على مؤسسات الدولة في ليبيا، مما تسبب في خسائر مادية فادحة انعكست بدورها على الأمن القومي للبلاد واستقراره، وعليه فإن هذه النتائج تؤكد الحاجة الملحة إلى استمرار الجهود المبذولة في تعزيز الأمن السيبراني في ليبيا، لضمان حماية مؤسساتها وبنيتها التحتية الحيوية من التهديدات المتزايدة .